مقالات

الشباب و المشاركة السياسية

183

فرح نيوز _هُمام الفريحات

لقد أثقل الجميع الحديث عن الشباب وأنا واحد من الشباب ، وناديت بضرورة تسهيل ودعم مشاركة الشباب في عملية صنع القرار ولكن ما الذي نحتاجه اليوم بعد تشكيل اللجنة الملكية لتطوير وتحديث المنظومة السياسية ؟


كثيراً ما يُستبعد الشباب كمرشحين سياسيين. وعادة ما يُنظر إلى السياسة كمساحة للرجال ذوي الخبرة السياسية، وفي حين أن المرأة غالباً ما تكون محرومة من فرص تلقي الخبرة في السياسة، فإن الشباب يتعرضون للتهميش المنهجي و ذلك بسبب صغر سنهم والفرص المحدودة وقلة الخبرة.
كما تنفع المشاركة السياسية المتزايدة للمرأة المجتمع ككل، فإن وجود الشباب في مناصب صنع القرار يفيد كذلك جميع المواطنين وليس الشباب فقط.


أُوجه رسالتي إلى أصحاب القرار وأخص بالذكر مجلسي النواب والحكومة، و اللجنة الملكية، ذلك بتنفيذ ما أشار إليه قائد الوطن بتفعيل الدور الشباب والإستحقاق الدستوري لهم من خلال التمكين السياسي والمشاركة بصنع القرار، ففي كل لقاء لقائد الوطن يوجه مجلس الأمة إلى دعم الشباب وتفعيل دورهم فهم عماد الوطن وطاقات متفجرة.


لكن الشباب منحصر داخل دوائر القوى العشائرية والمال السياسي وتوريث المناصب للرجال والسيدات ، ونفذ كل مالديهم من إنجازات سواء سلبية أو إيجابية وتجاوزات أعمارهم العمر الإفتراضي لحدود الطاقات العقلية والإنجازات لنفاذ كل ما لديهم من فكر وتقدم وآراء مما أدى بالشباب إلى التفكير بالهجرة وعدم التقدم لكثرة العوائق التي تحيط بهم وتحطم آمالهم وطموحاتهم.

لذا على اللجنة الملكية و مجلسي النواب والحكومة إيجاد قانون يمكن الشباب بالعمل وتفعيل دورهم داخل الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال كوتا الشبابيه.

ونأمل من الأحزاب والقوى السياسية تشجيع دخول الشباب في قوائمهم.

وأن حاز الشباب أو النساء على مقاعد في البرلمان فإن نسبة الدعم تزداد ، وهذا ما يلبي تطلعات ورؤى قائد الوطن وعدم تجاهل التوجيهات الملكية السامية بدعم الشباب حيث أن لهم دور في تجديد الوضع الحالي للمجتمع من خلال الإبتكارات الريادية والمهارات وخاصة الأساليب العلمية الحديثة وتطور العلم والتكنولوجيا والشباب قادر على التحدي ومواجهة المجهول ويمتلكون الشجاعة الكافية للتصدي لكل ما يواجه الوطن في كافة المجالات.

ويعتبر دورهم أساسي في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية والقضايا الاجتماعية فهم الأكثر تحررًا وانفتاحاً لذلك يمتلكون القدرة على تحقيق أهدافهم في تغيير السياسات حيث هم الأكثر دراية بالحقوق الواجبات والاحتياجات التي تخدم الصالح العام .


واذكر أصحاب القرار أن الشباب هم براعم الربيع لشجرة المجتمع، هم كالبذور المخفية في الزهور والنوى التي تحملها الثمار، وإن الحياة المشرقة والمزدهرة سوف تولد من هذه البذور والنوى، الشباب يعني المستقبل، ومستقبل أي أمة بدونهم يعتبر منعدماً. وإذا كان نقل قيم الأمة الإنسانية إلى الأجيال القادمة عبئاً ، فالحامل المقدس لهذا العبئ هم الشباب.

ونهايةً يقول الراوي المعروف جورج دونالد : “تنتهي وظيفتنا في الحياة عندما نتوقف عن فهم الشباب”. أي أن الشباب هو المجهول الذي يجب معرفته، وكلمة السر لباب المستقبل التي يجب إيجادها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى