مقالات

قراءة نقدية في قصيدة”رسالة حب الى الله” للشاعرة ميادة مهنا

197


بقلم الكاتب ناجي عبد العاطي_مصر


رِسَالَةُ حُبٍّ إِلَىْ اللهِ
وَيسْرِي إِلَيكَ القلبُ يا قِبلةَ المُنَى
وَتَرنو إلَيكَ الرُّوحُ يا هَدْيَ مَنْ غَوَى
تسَامَى إلَيكَ الحُزنُ يَا نُورَ تائهٍ
أغِثْني إلَهي أنتَ في ظُلْمَتِي الضُّحَى
شُعاعٌ لَطِيفٌ مِنكَ في صَدْرِ بَائسٍ
يُزِيحُ جِبالًا يَا مُجيبًا لِمَنْ دَعَا
رَحِيمٌ عَليمٌ عادلٌ لا شريكَ لكْ
مَجيدٌ وَدودٌ غافرٌ ذَنبَ مَنْ سَلَا
أُحِبُّكْ إلَهي أنتَ في نَبضِ خافِقي
تَراتيلُ عِشقٍ يا رَؤوفًا بِمَنْ رجَا
عَجِبتُ لِمَنْ باتَ الأسَى فِي ضُلُوعِهِ
وَرَبُّهْ كرِيمٌ فهْوَ سُؤلٌ لِمَنْ شَكَا
تَذَكَّرْ إِذَا مَا زَارَكَ الحُزنُ في غَدٍ
بِأَنَّ الفَيَافي في فُؤادِكْ سَتُكتَسَى
سَتَنمُو لَكَ الآمَالُ إنْ كُنتَ يَائِسًا
عَطَاؤهْ رَبِيعٌ واخضِرَارٌ لِمَنْ ذَوَى
ميَّادة مهنَّا سليمان/ سورية


التعريف بالشاعرة :


ميادة سليمان من سورية دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي من جامعة دمشق تكتب جميع الاجناس الأدبية :الشعر والقصة والومضة ولها إنتاج أدبي رائع ونالت شهادات تقديرية وجوائز من رؤساء الصحف والمجلات العربية والعالمية.
اختيار العنوان :


حب الله اسمى معاني الحب واذا أحب العبد ربه قربه إليه وأعطاه وحول هذه المعاني الرائعة اختارت الشاعرة عنوانها رسالة حب الى الله اختيارا موفقا
تحليل النص :


.في مناسبة واقعية أليمة تقع الشاعرة تحت سيطرة الأسى
والحزن لموت ابنها يوسف والشعر الصادق هو الذي يعبر عن تجربة صادقة ولم تكتب الشاعرة قصيدة رثاء في فقد ابنها تبين فيها مآثره وصفاته ومكانته في قلبها وإنما توجهت بكل جوارحها برسالة حب الى الله تعالى وكلها ثقة بأن ذكر الموت يقرب الإنسان من ربه فأخذت تناجي ربها قبلة المنى الذي تسري إليه القلوب – وهو يهدي من غوى تتجه إليه الأرواح وهو ملجأ الحزين ونور التائهين الهي أنت المغيث في الشدة والنور في الظلام أنت الشعاع الذي يضيء صدري ويزيح جبالا من الهموم
انت الرحيم العليم مجيب الدعاء لاشريك لك -المجيد الودود غافر الذنب -أحبك ياالله انت الرؤوف لمن رجا المجيب لمن سأل فان مع العسر يسرا ستكتسي الصحراء بالخضرة ويأتي الأمل بعد اليأس كما يأتي الربيع الأخضر بعد انتهائه.
التعليق :


ميادة مهنا سليمان شاعرة متميزة اذا وقف الناقد أمام إنتاجها الادبي فلابد أن يتسلح بكل أدوات النقد الحديثة ومعاجم اللغة فهي تمتلك قدرة فائقة في التعبير الادبي ولديها ثروة لغوية زاخرة وموروث ثقافي رائع وتمسك جيدا بزمام اللغة العربية ولديها قدرة فائقة على الحوار وحسن صياغة الصور البلاغية الرائعة التي تخدم المعنى من تشبيه وكناية واستعارة ومجاز كما تجيد فن اختيار الاساليب المتنوعة الانشائية امر ونهي ونداء واستفهام والخبرية التى تفيد التقرير والوصف كما اكثرت الشاعرة من استخدام الافعال المضارعة الدالة على التجدد والاستمرار والامل – وتؤمن الشاعرة بقضاء الله وقدره وضرورة التقرب الى الله تعالى وارجاع الامور كلها اليه –
-اما بناء القصيدة فجاء رائعا في حسن اختيار الالفاظ الدينية المعبرة واختيار الكلمات المتناغمة والحروف الموسيقية مماجعل القصيدة تبدو وكأنها قطعة موسيقية لموسيقار رائع أو لوحة فنية لرسام بارع وهذا يدل على مكانة الشاعرة الادبية والدينية .
تعقيب :


خالص شكري وتقديري لميادة سليمان على هذا العطاء المتميز -وأتمني لها دوام التالق والابداع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى