أخبار عالمية

إدانات دولية واسعة لهجوم مطار كابول ودول غربية تعلن استكمال عمليات الإجلاء

154

توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الدموي على مطار كابول الخميس الذي أسقط عشرات الضحايا من مدنيين وعسكريين مع تأكيد الدول الغربية على استمرار جهود الإجلاء من البلاد التي اقتربت من استكمالها.

وأسفر التفجير المزدوج الذي نفذه انتحاريان من تنظيم "الدولة الإسلامية" الخميس وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مطار كابول عن مقتل 85 مدنيا على الأقل وسقوط 13 عسكريا أمريكيا. كما جُرح 150 آخرون.

وقال مسؤول في الحكومة السابقة التي أطاحت بها طالبان منتصف آب/أغسطس لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هناك عددا كبيرا من النساء والأطفال بين الضحايا".

للمزيد – عودة على التغطية الخاصة بالهجوم على مطار كابول

ووعد الرئيس جو بايدن بـ"مطاردة" منفذي الاعتداء المزدوج وبأنهم "سيدفعون الثمن" قائلا "لأولئك الذين نفذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنى الضرر لأمريكا، اعلموا أننا: لن نسامح. لن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".

وأضاف أن ليس هناك أي دليل على حصول "تواطؤ" بين طالبان وتنظيم "الدولة الإسلامية" في الهجوم. وندد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمأساة "ما كان يجب أن تقع أبدا".

من جانبها نددت حركة طالبان "بشدة" بالهجوم، مؤكدة أنه وقع في منطقة تخضع لسيطرة الجيش الأمريكي. وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن "التفجير وقع في منطقة تتولى مسؤولية الأمن فيها القوات الأمريكية".

على صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة إن باريس عقدت محادثات مع ممثلين عن حركة طالبان في الأيام الماضية في العاصمة الأفغانية كابول والعاصمة القطرية الدوحة لتسهيل عمليات الإجلاء الجارية من كابول.

وكان سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان قد قال على تويتر في وقت سابق إن وفدا فرنسيا التقى ممثلي الحركة في الدوحة أمس الخميس لمناقشة الموقف على الأرض في أفغانستان.

وكان ذلك أول اجتماع رسمي بين الجانبين منذ استيلاء طالبان على العاصمة في 15 آب/أغسطس. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أرسلته لرويترز "الاتصالات المتعلقة بالعمليات حدثت بالفعل في الأيام الماضية مع ممثلين عن حركة طالبان في كابول وأيضا في الدوحة من أجل تسهيل عملياتنا الجارية للإجلاء".

بدوره، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن "إدانته الشديدة لهذا الهجوم الإرهابي المروع"، مشددا على أن الأولوية تظل "لإجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى بيئة آمنة في أسرع وقت ممكن".

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى مواصلة عمليات الإجلاء من مطار كابول، في حين أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "الهجمات الجبانة واللاإنسانية في مطار كابول".

قال رئيس الوزراء جاستن ترودو في تغريدة على تويتر "ندين بشدة الهجمات الإرهابية التي ارتكبت في كابول. نحن نقف بكل جوارحنا مع الشعب الأفغاني وذوي الضحايا، بمن فيهم حلفاؤنا، وسنواصل العمل مع شركائنا لدعم الأفغان واستضافة اللاجئين".

Nous condamnons fermement les attentats terroristes perpétrés à Kaboul. Nous sommes de tout cœur avec le peuple afghan, les proches des victimes, y compris nos alliés. Nous continuerons à travailler avec nos partenaires pour soutenir les Afghans et accueillir les réfugiés.

— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) August 26, 2021

روسيا

أدانت روسيا "بأشد العبارات" الهجوم الانتحاري على مطار كابول وفق ما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قائلا "ندين بأكبر قدر من الحزم هذه الاعتداءات".

وأضاف "للأسف، تتأكد التوقعات المتشائمة التي تفيد أن تنظيمات إرهابية، على رأسها تنظيم ’الدولة الإسلامية‘، ستستغل بالطبع الفوضى في أفغانستان". وأضاف "الخطر كبير بالنسبة للجميع. وهذا الأمر يبقى أعظم دافع للقلق".

وكتب كونستانتين كوساتشيف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ) على صفحته في فيس بوك "يجب على العالم بأسره الضغط على السلطات الأفغانية الجديدة، سواء اعترفنا بها أم لا… لحضها على إقامة حوار بين الأفغان، حوار شامل، باستخدام المصطلحات الغربية، وليس حوار حصري. المنتصرون فازوا في الحرب لكن لا يزال يتعين عليهم الفوز بالسلام".

الصين

أدانت الصين الهجوم مؤكدة أنها "تحت صدمة" حمام الدم الذي تبناه تنظيم ’الدولة الإسلامية‘. وصرح تشاو ليجيان المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية أن "الصين صدمت من هذه الانفجارات وتدينها بشدة". وأشار إلى أن هذا الهجوم "يظهر أن الوضع الأمني في أفغانستان لا يزال معقدا وخطيرا" داعيا "الأطراف المعنية إلى اتخاذ إجراءات (…) لضمان أمن الشعب الأفغاني والمواطنين الأجانب".

أوروبا

نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بهجوم "دنيء بالكامل"، معتبرة أن ما يجري في أفغانستان "وضع شديد التوتر للغاية لإخراج الناس من البلد".

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن "بريطانيا والولايات المتحدة لا تزالان مصممتين على تنفيذ مهمتهما بإخراج أكبر عدد ممكن من الناس… أعمال الإرهابيين لن توقفنا بتاتا".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي تعليقا على هجوم كابول "أدين هذا الهجوم الحقير والمروع ضد أشخاص عزل ينشدون عن الحرية".

وأدان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الهجوم، مشددا على أن بلاده تعمل "على إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص" من أفغانستان.

كما أدان الرئيس إيمانويل ماكرون "بأشد العبارات الهجمات الإرهابية"، في حين أعلنت هيئة الأركان العامة أن باريس تواصل عملياتها لإجلاء الأفغان المعرضين لخطر أن تنتقم منهم حركة طالبان.

La France s’associe à la peine des familles des victimes des attaques terroristes à Kaboul. Ceux qui conduisent les opérations d’évacuation sont des héros. Nous mènerons à leur terme ces opérations et maintiendrons dans la durée notre action pour protéger les Afghans menacés.

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 26, 2021

وشجب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته هجوم كابول واصفا ما جرى بأنه "مأساة مروعة".

وأدانت وزيرة الخارجية النروجية إيني إريكسن سوريد الهجوم واستهداف "مدنيين أبرياء يحاولون مغادرة البلد" واصفة ما جرى بأنه "عمل فظيع وحشي".

وقدمت وزيرة الخارجية السويدية آن ليند تعازيها لذوي العسكريين الأمريكيين الذين قتلوا في الهجوم.

وقال الرئيس البولندي أندريه دودا "أدين بأشد العبارات الهجمات الشنيعة على مطار كابول (…) صلواتي لأسر ضحايا هذا العمل الجبان. بولندا تقف إلى جانب أصدقائنا الأمريكيين والأفغان".

دول الشرق الأوسط

أدانت تركيا "هجوما حاقدا" فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أنه "بالنيابة عن مواطني إسرائيل، أود أن أعبر عن حزننا العميق لمقتل أمريكيين في كابول".

وأعربت السعودية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي". فيما أعربت مصر عن "بالغ إدانتها للتفجيرين الإرهابيين"، مجددة التأكيد على "تضامنها من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكالها وصورها".

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه "يدين بأشد العبارات الهجومات الإرهابية في أفغانستان"، مؤكدا أن "الإرهاب ما يزال خطرا يستدعي استمرار التعاون الدولي لمواجهته".

أعربت الدوحة عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم وجددت التأكيد على "رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب".

فيما قالت المنامة إنها "تدين بشدة" ما شهدته كابول من "عمل إرهابي آثم يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية"، معربة عن "تطلعها لعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى أفغانستان".

ونددت دولة الإمارات بشدة بالهجوم. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية".

كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الهجمات في كابول. واستنكر "استهداف الشعب الأفغاني الأعزل وأي نوع من العمليات الإرهابية التي يتم فيها الاعتداء على النساء والرجال والشباب والأطفال".

أمريكا اللاتينية

أدانت تشيلي "بشدة" الاعتداء داعية كل الأطراف إلى ضمان الأمن اللازم لإفساح المجال امام كل الراغبين في مغادرة البلاد للقيام بذلك كما جاء في بيان صادر عن الخارجية.

فيما نددت البرازيل بالاعتداء "بأشد العبارات" ودعت الأطراف إلى "ضمان أمن المدنيين" بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

تواصل جهود الإجلاء

استؤنفت الجمعة عمليات إجلاء الأجانب والأفغان الفارين من نظام طالبان في مطار كابول غداة الهجوم.

وبدا الوضع هادئا صباح الجمعة في كابول، خصوصا حول المطار حيث استؤنفت رحلات الإجلاء على المدرج.

وكان حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي قد وجها دعوة بعد الهجوم إلى مواصلة عمليات الإجلاء على الرغم من كل شيء.

وأكد مسؤول عسكري أمريكي الجمعة أن نحو 5400 شخص لا يزالون في حرم مطار كابول ينتظرون إجلاءهم من أفغانستان، وذلك غداة هجوم دام قرب المطار.

ويمكن لهؤلاء مغادرة البلاد حتى 31 آب/أغسطس، الموعد النهائي الذي تم تحديده لسحب جميع الجنود الأجانب من أفغانستان، وفق ما أوضح الجنرال هانك تايلور خلال مؤتمر صحافي في مقر البنتاغون بواشنطن.

وقالت فرنسا على لسان سكرتير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون أنها قد تواصل العملية "ما بعد" مساء الجمعة، مع التزام الحذر إزاء الظروف الأمنية غير المطمئنة.

وأعلنت إسبانيا والسويد الجمعة أنهما أنهتا رحلات الإجلاء، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا. وأوردت لندن وإيطاليا الجمعة أنهما ستنجزان رحلاتهما "خلال بضع ساعات".

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة أن بلاده أجلت أكثر من 2200 شخص من أفغانستان منذ استيلاء طالبان على الحكم، مبديا اعتزازه بعملية "ناجحة".

ويثير الانتهاء الوشيك لعمليات الإجلاء خشية عدد كبير من الأفغان الذين عملوا في السنوات الأخيرة لصالح القوات الأجنبية أو الحكومة الأفغانية السابقة الموالية للغرب ويشعرون بأنهم مهددون من جانب طالبان، من عدم تمكنهم من مغادرة البلاد في الوقت المناسب.

ويخشى أفغان كثر ممن يعيشون في المدن ومتعلمون، من أن يعيد الإسلاميون فرض النظام الأصولي والوحشي نفسه الذي كان مفروضا خلال فترة حكمهم بين 1996 و2001.

وقالت الأمم المتحدة الجمعة إنها تتوقع أن يسلك أكثر من نصف مليون أفغاني طريق اللجوء خلال 2021.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417 <![CDATA[.cls-1{fill:#a7a6a6;}.cls-2,.cls-6{fill:#fff;}.cls-3{fill:#5bc9f4;}.cls-4{fill:url(#linear-gradient);}.Graphic-Style-2{fill:url(#linear-gradient-2);}.cls-5{fill:url(#linear-gradient-3);}.cls-6{stroke:#fff;stroke-miterlimit:10;stroke-width:0.2px;}]]>google-play-badge_ARالمصدر : فرانس 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى