أخبار عالمية

بايدن وبينيت يبحثان الملف النووي الإيراني غداة هجوم مطار كابول

166

ألقى استهداف عملية الإجلاء الأمريكية في أفغانستان بهجوم دام في كابول بظلاله على لقاء الرئيس الأمريكيجو بايدن الجمعة مع رئيس الوزراء الاسرائيلينفتالي بينيت الذي أراد استغلال اللقاء لإعادة الدفء إلى العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.

وكان اللقاء مبرمجا الخميس قبل أن يتأجل بعد هجوم كابول. وقال بايدن بعد اللقاء "قلبي وقلوبنا جميعا مع هؤلاء الذين فقدناهم".

أما بينيت وبعد الإعراب عن تعازيه فقال إنه يأتي إلى واشنطن من القدس حاملا "روحا جديدة للتعاون".

ويسعى بينيت لإعادة استنهاض العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بعد أن دأب بنيامين نتانياهو خلال سني حكمه الـ15 على معاداة الديمقراطيين واحتضان الجمهوريين.

It was an honor to welcome Israeli Prime Minister Naftali Bennett to the White House today. We strengthened the enduring partnership between our two nations and underscored the United States’ unwavering commitment to Israel’s security. pic.twitter.com/nZYxp9zsWd

— President Biden (@POTUS) August 27, 2021

ومع ذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي البالغ 49 عاما تمسك في أول زيارة رسمية له إلى الخارج بالعديد من الآراء المتشددة لسلفه.

وقال "يجب ألا يغفل عنا للحظة واحدة أننا في أصعب بقعة في العالم"، مشيرا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس.

وتابع "لهذا يجب أن تبقى إسرائيل دائما أقوى بشكل كبير من جميع أعدائها مجتمعين".

ومن المتوقع عقد اجتماع أوسع يضم إلى جانب بايدن وبينيت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن جلعاد إردان وشيمريت مئير مساعدة بينيت.

ائتلاف مشتت

تولى بينيت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في حزيران/يونيو ليقود ائتلافا منقسما عقائديا ولا يشغل حزبه فيه سوى مقاعد وزارية قليلة. وتتضمن حكومته متشددين مؤيدين للاستيطان مثله إضافة إلى حمائم سياسية وأول حزب عربي يشارك في ائتلاف حكومي إسرائيلي.

وقال بايدن لبينيت "إنه يترأس ويقود أكثر الحكومات الإسرائيلية تنوعا في تاريخ إسرائيل".

لكن مواقفه بشأن القضايا الرئيسية لا تزال متعارضة مع البيت الأبيض، فقد أكد بينيت أنه سيواصل بناء المستوطنات وسيعارض قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

كما أنه يقف ضد إعادة فتح الولايات المتحدة قنصلية في القدس للتعامل مع الشؤون الفلسطينية كان ترامب قد أغلقها عام 2019 بعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وبذل بينيت جهودا في واشنطن لإظهار بعض القواسم المشتركة، وقال إن "إسرائيل تدرك أنه لا يوجد حليف أفضل وأكثر مصداقية في العالم من الولايات المتحدة الأمريكية".

ورد بايدن بالقول إن الولايات المتحدة لديها "التزام ثابت" بأمن إسرائيل، بما في ذلك تجديد نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي الإسرائيلي الصاروخي، مضيفا في إشارة إلى الخلافات في الرأي "سنناقش أيضا سبل تعزيز السلام والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين".

ويرى شبلي تلحمي أستاذ السلام والتنمية في جامعة مريلاند أن الهجوم في كابول لن يؤثر على موقف بايدن تجاه الفلسطينيين.

وأضاف إنه "سيؤدي إلى تراجع القضية الإسرائيلية الفلسطينية أكثر ضمن جدول أولويات بايدن، ما يعني أنه حتى من غير المرجح أن يعارض بينيت بشأن هذه القضية".

"الدبلوماسية أولا" مع إيران

وقال بينيت في المكتب البيضاوي إن التفجيرات في كابول سلطت الضوء على الخطر المحتمل لإيران نووية.

وتوجه بينيت إلى بايدن بالقول "هذه الأيام تكشف كيف سيبدو العالم في حال حصل نظام إسلامي متطرف على سلاح نووي".

وتعارض إسرائيل بشدة محاولة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران للعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

ومنذ قرار ترامب تخلت إيران بدورها عن التزامات رئيسية بموجب الاتفاق بما في ذلك تخصيب اليورانيوم.

وتعهد بايدن أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان "عدم تطوير إيران لسلاح نووي بشكل مطلق، لكننا نضع الدبلوماسية أولا وسنرى إلى أين سيقودنا ذلك"، محذرا "لكن إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى".

وقال دان كورتسر السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل لوكالة الأنباء الفرنسية إن زيارة بينيت سوف ترسخ أسلوبا جديدا في التعامل حتى في ظل الخلافات.

وأضاف أن "سنوات نتانياهو خصوصا مع الرؤساء الديمقراطيين اتسمت بالكثير من الضغينة من الجانب الإسرائيلي وعدم الاحترام الصريح للرئاسة".

والجمعة بذل الزعيمان جهودا لإظهار الحميمية في العلاقة بينهما، إذ قال بينيت لبايدن "لقد كنت سخيا جدا بوقتك في هذه الأيام العصيبة".

وقال بايدن البالغ 78 عاما "لقد عرفت كل رئيس وزراء إسرائيلي منذ غولدا مائير"، ثم لفت إلى أن بينيت اعتاد أن يستقل القطار نفسه الذي يشتهر بايدن باستخدامه.

وأضاف "لقد أصبحنا صديقين مقربين. لقد استقل قطار أمتراك كثيرا"، في إشارة إلى شركة السكك الحديد الأمريكية.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر : فرانس 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى