عمون – شارك الأستاذ الدكتور عبدالباسط الزيود في مؤتمر مئوية الدولة الأردنية الذي عقدته مديرية ثقافة الزرقاء.
وقال الزيود في ورقة حملت عنوان "التعليم العالي في الأردن في مئة عام" إن التعليم العالي بدأ مبكراً في عهد الهاشميين فحسب احصاءات دائرة المعارف لعام ١٩٣١ بلغ عدد الطلبة المبتعثين للدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت أربعة متبعثين ومبتعثتين في دار المعلمات في القدس، من هنا كانت انطلاقة الاهتمام بالتعليم العالي ليتم بعدها التوسع في إنشاء دور المعلمين التي تحولت فيما بعد إلى كليات مجتمع و من ثم تأسست الجامعة الأردنية في عام ١٩٦٢ التي قبلت ١٦٧ طالباً و طالبة منهم (١٤٩) طالباً و (١٨) طالبة و ضمت الجامعة (٨) أعضاء هيئة تدريس ، و في عام ١٩٩٠ تأسست أول جامعة خاصة إلى أن أصبح لدينا الآن (١٠) جامعات رسمية و (١٦) جامعة خاصة غير تلك الأجنبية و الأخرى التي تعمل بقانون خاص.
لقد تطور التعليم العالي كماً و نوعاً و تنوعت البرامج تنوعاً يسد حاجة الأردن من جميع التخصصات و شهدت مخرجات التعليم العالي طلباً كبيراً من سوق العمل العربي في محيطنا و تم رفد هذه الجامعات بأفضل الشباب الأردني تعليماً و تأهيلاً؛ غير أن هذا القطاع المهم و الحيوي يمر ببعض وجوه القصور و الأخطاء فما زالت الجامعات الأردنية عاجزة عن الدخول في قائمة ال(٥٠٠) جامعة في مختلف التصنيفات و ما زال البحث العلمي قاصراً عن مواكبة التطور الهائل في العالم فضلاً عن غياب موضوع الريادة و الابتكار في الجامعات و ذلك لأسباب عدة فقد تسلم إدارة بعض الجامعات من لا يتميز بالكفاءة و لا الشخصية القيادية و بعضهم كان تركيزه خارج الجامعة فظهر حريصاً على الظهور العلامي المفرط دون إنجاز حقيقي و يمكن أن نعد انعدام استقلالية الجامعات سبباً آخر من أسباب تراجع مستوى الجامعات.
وأضاف، أعتقد أن سبل تطوير الجامعات و تعزيزها ليست بعيدة المنال و لكن تحتاج إلى إرادة سياسية وخطط استراتيجية مبنية على الحاجات الفعلية و وعي حجم الفرص و نقاط الضعف و من ثم الانطلاق نحو تعزيز قيم الإنتاجية و الريادة و الإبداع.
