Uncategorizedأخبار الأردن
أخر الأخبار

التطوع بين النفع والاستغلال _همام الفريحات

184

العمل التطوعي من الأعمال الجميلة التي حثنا عليها الإسلام، وكما يؤجر عليها المرء إذا أخلص في عمله ابتغاء مرضات الله تعالى.قال تعالى:( ومن تطوع خيراً فهو خير له) أي يثيب المرء على الخير الذي قدمه، وقال تعالى: (ومن تطوّع خيْرًا فإن اللّه شاكر عليم) أي من قدم الخير من الأعمال والأفعال تطوعاً، أنّه يُثيب العَبْدَ الأجرَ الكبيرَ على الـعـمـلِ القليلِ.وقد استنتجت مما سبق أن تعريف العمل التطوعي هو: كل عمل يقدم بدون مقابل مادي أو معنوي خالصاً لوجه الله “سبحانه وتعالى”.

كما عرّفوا سفراء التطوع أن العمل التطوعي هو عبارة عن عمل أو أعمال يقوم بها الفرد بدافع ذاتي لخدمة الوطن والمجتمع وأفراده.

ومما يجب في العمل التطوعي أن يقوم على أسس سليمة، وقواعد صحيحة؛ حتى تكون النتائج باهرة وهذا سيعكس صورة ترابط المجتمع بعضه ببعض.ومن المنافع التي تعود على المتطوع أنها تساعد الفرد على كسب الخبرات والمعرفة، كما تساعده على الالتزام في العمل والمواعيد، وكذلك تنمية مهاراته من خلال الممارسة واكتساب مهارات جديدة، وبناء العلاقات الاجتماعية… وكما لها من دافع معنوي في تحقيق الذات، وسمو الروح، ولها أثر عظيم في إصلاح وتطهير النفس.وكما أن العمل التطوعي يعود للفرد بالنفع فإنه كذلك له جانب استغلالي انتشر في الآونة الأخيرة بين المؤسسات والجهات التطوعية.

فللأسف الشديد نرى أن بعض الجهات أو الفرق التطوعية تستغل المتطوعين بأعمال تخرج عن مسمى التطوع وذلك بتكليف المتطوع بمهام أعلى من قدراته او بجهد أكبر منه، وذلك لتوفير مبالغ رواتب الموظفين، ومكافآت المنظمين، واستبدالها بالمتطوعين.

إن ما يحصل تطوَر بشكل مخيف فقد وصل لدرجة ان البعض يسعى لتحقيق أقصى استفادة شخصية ممكنة من العمل التطوعي!!ومن أنواع استغلال المتطوعين عدم التقدير المناسب للجهد الذي يبذله المتطوع، إرهاق المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية، عدم تحديد دور ورؤية واضحة للمتطوع، عدم كفاءة بعض القائمين والمشرفين، ومما ينغص صفو العمل التطوعي تعيين قليلو الخبرة وعديمي الكفاءة في بعض الأدوار القيادية والمناصب الإدارية لمجرد أنهم أقارب أو أصدقاء أو تربطهم مصالح شخصية بالإدارة العليا؛ مما أدى هذا الاستغلال إلى النفور من الأعمال التطوعية، وتشويه سمعة ومسمى التطوع.

وقد أثبتت الدراسات أن بعض الجهات الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة أهدافها وخططها ومشاريعها التنموية دون إشراك الجهات والمؤسسات التطوعية التي مكنت بدورها في إسهام العمليات التنموية وذلك بسبب مرونتها وسرعة اتخاذ القرارات فيها.

وكما أن لها الفضل في معالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة مما دفعَ الدول الحديثة الى الاهتمام والعناية بالجانب التطوعي بسبب الكفاءة والجودة في إنجاز الاعمال.وختاماً… آمل من الجهات والمؤسسات التطوعية إيضاح برامجها ومجالاتها التطوعية ومشاركة أفراد المجتمع ولابد لها من تحديد أهدافها بوضوح تام حتى يتمكنوا من تحقيقها، فوضوح الأهداف يؤدي إلى نجاح العمل التطوعي، وتعيين وتحديد الأدوار القيادية لمن هم أصحاب الخبرة والكفاءة ويبتعدوا عن المحاباة في هذا العمل الجليل، كما أود أن أشير إلى من يريد الاستفادة من العمل التطوعي لتحقيق مصالح شخصية أو تقلد مناصب قيادية وإدارية بغرض البهرجة وحب الذات فيجب عليه أن يتقى الله ويبتعد عن هذا العمل الجليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى